التاريخ والآثار

تحتمس الرابع وقصة الحلم

 

بقلم/ آيه أحمد حسن

انتقلت مقاليد الأمور في مصر إلى تحتمس الرابع “من خبرو رع” ، وكان متميزاً لشغل منصبة على الرغم من صغر سنة ، ويشكك بعض الباحثين في شرعية توليه عرش البلاد حيث يرجحون أنه كان مغتصبا لها وأن كهنة الشمس كانوا عوناً في ارتقاء العرش ، وذلك من عدة أمور:

أولها: اختراعه قصة الحلم المسجلة على لوحة تقوم بين قائمتي أبو الهول في الجيزة.

ثانيها: منظر في مقبرة مربي الأمراء حقر نحو 64 الواقعه في الشيخ عبد القرنة يصور أبناء أمنحوتب الثاني الذي قام على ترتيبهم وقد محيت أسماؤهم جميعاً ما عدا اسم تحتمس الرابع.

تحتمس الرابع
تحتمس الرابع

ثالثها: عدة لوحات لأمراء قد محيت أسماؤهم جميعاً ما عدا إسم تحتمس الرابع.

وقد لجأ في سياستة الخارجية إلى وسيلتين ، فاتبع سياسية القوة في بداية عهدة وخرج بجيوشة إلى أطراف دولته وضرب بها على أيدي جماعات من الخوارج في الشمال وفي الجنوب حاولوا استغلال فرصة وفاة أبية وصغر سنة ، حتى إذا ما أعاد لحكومتة هيبتها واستقر السلام في دولته وجرت أمورها في مجاريها الطبيعة ، سمحت له تطورات العصر بأن يتبع سياسة جديدة لضمان السلم في الشرق القريب ، وهنا كان كل من المصريين والميتانيين قد أدركوا أن أمن التجارة البرية التي يأخذون بناصيتها في أسواق الشرق الأدنى لن يستقر إلا إذا استقرت قبله أحوال السياسة بينهما ، وشعرت كل من الدولتين حينذاك ببوارد الخطر من أطماع دولة.

تحتمس الرابع
تحتمس الرابع

خاتي “أي دولة الحيثيين”الآرية التي قامت في آسيا الصغرى والتي أطلت على الفرات الأعلى وعلى شمالي سوريا في الوقت نفسه. ورأت الدولتان أن توثيق الصداقة والتقارب بينهما يمكن أن يحد من آمال هذه الدولة الثالثة الناهضه ويجعلها تفكر مرتين قبل أن تهاجم واحدة منها.

ولسنا ندري أن الدولتين بدأت الأخرى برغبتها في السلم ، ولكننا ندري أن تحتمس رأي أن خير روابط السلم المنشود هو رباط المصاهرة ، فخطب لنفسة ابنه أن أرتاتاما ملك الميتان ، وقيل عن أباها جادلة في مهرها عدة مرات رغبة في زيادة نصيبة من الهدايا قبل أن يزفها إلية ، ولم يكن زواج الفرعون المصري بأميرة آسيوية جديداً تماماً عن تقاليد أسلافه الأقربين ، فقد تزوج جده تحتمس الثالث أميرات سوريات ، وامتلئ قصر أبيه أمنحوتب الثاني بجوار آسيويات من أخوات الأمراء وبناتهم كما قالت نصوصه ، وليس من المستبعد أن يكون قد تزوج بواحدة منهن أو أكثر من واحدة.

ولكن الجديد في أمر تحتمس الرابع هو ما يحتمل من أنه جعل زوجته الميتانية من زوجاتة الرئيسيات في قصرة ، بينما أنزل أسلافة زوجاتهم الآسيويات منزلة الزوجات الثانويات. خلف الملك تحتمس الرابع العديد من آثاره في أرجاء البلاد وفي النوبة ، وحين توفاه الأجل دفن الملك في مقبرته بوادي الملوك بعد حكم دام نحو تسع سنين ، وعثر على مومياواته في مقبرة أبيه أمنحوتب الثاني بعد أن تعرض قبرة للنهب مرة قبل عهد حور محب الذي أمر بإعادة دفنة.

وفي الختام أود أن أوضح للقارئ أن الملك تحتمس الرابع لم يحكم سوى تسعة أعوام وتوفي فجأة عام ١٤٠٦ق.م . وكان يبلغ من العمر حوالي ثمانية وعشرون عاماً ، وقد عاش في عصر هذا الملك كاتب المخازن “نخت”صاحب المقبرة رقم 52، وفيها نرى نخت وهو يشرف على أعماله الزراعية ثم نرى باباً وهمياً بجانبه منظر نخت وزوجته أهمها مائدة قرابين.

تحتمس الرابع
تحتمس الرابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا