التاريخ والآثار

جامع الأقمر ذي الوجهة السياحية الفريدة

بقلم : نادين خالد

 

يعتبر جامع الأقمر واحد من أجمل وأشهر مساجد العصر الفاطمى رغم صغر مساحته وترجع شهرته لواجهته الحجرية المنفذ عليها الكثير من النقوش والكتابات والزخارف وسُميَ بالأقمـر لأن من عادة الفاطميين وزن الاشياء علي صيغة افعل للتفضيل وذلك علي غرار الكثير من الجوامع مثل الأزهر، الأنور، الأفخر وليس كما يزعم البعض بأن حجارته تضئ باللون الأبيض فبذلك يشبه لون القمـر .

يقع الجامع على ناصية شارعين ، وهما شارع المعز لدين الله الفاطمى ، وشارع النحاسين.

إنشاء الجامع: أنشأهُ الوزير المأمون بن البطائحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى منصور في عام 519ه‍ / 1125م
يعتبر أول جامع فى القاهرة تضم واجهته تصميما هندسيا بديعا و أول جامع تشيد فيه الواجهة موازية لخط تنظيم الشارع بدلا من أن تكون موازية لصحن الجامع وذلك لكى تاخذ القبلة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن الجامع من الداخل منحرف عن الواجهة الرئيسية .

الجامع من أصغر مساجد القاهرة ومساجد العصر الفاطمى حيث يتكون من صحن أوسط مكشوف سماوى أبعاده 9 × 10م ويحيط بالصحن من جهاته الأربعة أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة والذى يتكون من ثلاثة صفوف من البوائك أما الجهات الثلاث الأخرى فيضم كل منها رواق واحد وواجهة الجامع ليست موازية للحائط الشمالى الغربى للجامع بل تقطعه فى زاوية حادة مقدراها 21 درجة وذلك حتى يحافظ المعمارى على خط تنظيم الطريق والشارع أمام الجامع وقد استغل المعمارى الفراغ الناتج بين الحائط الشمالى الغربى وواجهة الجامع فى بناء غرفتين.

ومن الحيل الجميلة في الجامع هى تغطية الأروقة بقباب ضحلة ترتكز على مناطق انتقال من مثلثات كروية أما رواق القبلة فهو مغطى بسقف خشبى مسطح.

وواجهة الجامع كما ذكرت فريدة من نوعها وقد زينها الفنان بالكثير من الزخارف والنقوش منها الزخارف الاشعاعية حيث يعلو الباب طاقة كبيرة تتوسطها دائرة صغيرة كتب بها اسم محمد ﷺ وعلى رضى الله عنه يحيط بهما ثلاث حلقات بالوسطي منها بعض الآيات القرآنية بالاضافة إلى أشكال المحاريب التى تتدلى من قمتها مشكاوات وهى أول مثل زخرفى بمساجد القاهرة كما أن هذه الواجهة ظهر فيها ولأول مرة استعمال المقرنصات فى الزخرفة والتى لم تظهر من قبل إلا فى مسجد الجيوشى.

لقد أشار المؤرخ المقريزى فى كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار أنه فى العصر المملوكي تعرض الجامع للاهتمام من قبل بعض الأمراء فقال: «فلما كان في شهر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة، جدده الأمير الوزير المشير الأستادار يلبغا بن عبدالله السالمي، أحد المماليك الظاهرية، أنشأ بظاهر بابه بالبحري حوانيت يعلوها طباق، وجدد في صحن الجامع بركة لطيفة يصل إليها الماء من ساقية، وجعلها مرتفعة ينزل منها الماء إلى من يتوضأ من صنابير نحاس ونصب فيه منبرا) ً».

ولقد تم تسجيل هذه العمارة فى لوحة تعلو محراب الجامع نصها ( بسم الله الرحمن الرحيم« فَانظُرْ إلى آثار رحمة اللَّه كَيْفَ يُحْييِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، أمر بعمل المنبر والمنارة وغيره في أيام مولانا الملك الظاهر أبو سعيد برقوق، حرس الله نعمته العبد الفقير إلى الله تعالى أبو المعالي عبدالله يلبغا السالمي الحنفي الصوفي، لطف الله به في الدارين، وجعله في شهر رمضان المعظم سنة تسع وتسعين سبعمائة وكان بني هذا الجامع في أيام الخليفة الآمر بأحكام الله بن المستعلي بالله في سنة تسع عشرة وخمسمئة من الهجرة النبوية ).

شهد الجامع أيضا العديد من عمليات الترميم والتجديد فكان من بينها الترميمات التي قام بها الأمير سليمان أغا السلحدار عـام 1821م التي لاحظهـا المستشرق ڤان برشم على نفيس بعض العقود المطلة على الصحن.

كما قامت لجنة حفظ الآثار بأعمال الإصلاح في سنوات 1920م، و 1928م ، واستمرت أعمال التجديدات الترميمات جارية حتي وقتنا هذا على يد طائفة البُهْـرة التي أطلقته لنا من جديد بهذا الشكل.

اقرا ايضا:-

هرم مصر الرابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا