مقالات

السوشيال ميديا ومدى تأثيرها على الشباب

✍ شيماء عرفات صالح

 

شهدت الآونة الأخيرة استخدام السوشيال ميديا إلى حد كبير وقد انحصر هذا الاستخدام في فئة الشباب بنسبة كبيرة حيث أصبحت السوشيال ميديا جزء  لا يتجزأ من حياة تلك الأشخاص كما أن هناك بعض الأفراد الذي قامت حياتهم على هذه السوشيال ميديا  وأصبحت محط اهتمام الكثير من الأفراد، والاعتماد عليها كمصدر للدخل مما أصبحت  هي الركيزة الأساسية لاستكمال حياتهم اليومية مما أثر ذلك بشكل او بأخر على حياة تلك الأفراد  ،وظهور الكثير من المشاكل والعوائق الاجتماعية، التي لا تمكنهم من استكمال حياتهم اليومية بشكل طبيعي و مرغوب به .

 

السوشيال ميديا ما بين الإيجاب والسلب

على الرغم من التطور الهائل الذي حَظت به السوشيال ميديا وما قد أحدثته من تأثيرات سواء ايجابيه والتي تمثلت في قدرة الأشخاص الذين يعانون من ضعف التواصل الإجتماعي على الإندماج في العالم الافتراضي وأيضًا معرفة كافة المعلومات التي تحدث بالعالم الخارجي مما جعل  العالم قرية كونية صغيرة يستطيع الفرد معرفة كافة التغيرات  دون بذل جهد أو وقت ،ولكن نتج عن ذلك التاثير أنه قد كان سبباً في إحداث أزمات لدى الكثير من الأشخاص ،وهذا ما تَمثل في الجانب السلبي لمواقع التواصل الإجتماعي حيث أصبحت السوشيال ميديا تَتَغلْغل في حياة الأفراد بشكل كبير، مما أفقدهم   القدرة على مواكبة الحياة الفعلية ،والانغماس في العالم الافتراضي وانعدام القدرة على مواجهة الأشخاص الحقيقين والتكيف معهم، ولم تكتفي السوشيال ميديا على التداخل في حياة الأفراد فحسب، بل أصبحت هي صاحبة التاثير الأكبر، والمحرك الرئيسي لأفكار ومعتقدات تلك الأفراد .

 

السوشيال ميديا وتدني الصحة النفسية للشباب

أصبحت السوشيال ميديا محط اهتمام الكثير من الشباب حيث يقوم البعض منهم بتَفقد هاتفه المحمول لمعرفه كل ما هو جديد ،وترقب إشعارهم، و محادثتهم بطريقة قد تصل إلى حد الإدمان والجدير بالذكر أن  كثرة استخدام المواقع الالكترونية كالفيسبوك و الإنستغرام والتويتر وغيرها قد أحدث ضررًا كبيرًا على الصحة النفسية لهؤلاء الشباب، فقد ازدادت حالات الاكتئاب والقلق وتدني مستوى الثقة بالنفس إضاعة الوقت ما أثر ذلك بشكل أو بأخر على جسم الانسان ،والتقليل من عدد ساعات النوم ،مما ادى ذلك إلى أن أصبح الإنسان عُرضَة للإصابة بالكثير من الأمراض . 

 

السوشيال ميديا وتأثيرها على الصحة العقلية للشباب 

أثبتت الدراسات أن أكثر من 72% من الأفراد يستخدمون الإنترنت بشكل يومي ، فعل الرغم من كونها أداة لتبادل الثقافات والمعلومات وتسهيل عملية الاتصال بين الأشخاص إلا  أنها قد أحدثت بعض التأثيرات السلبية لدى الكثير من الأفراد ،والتأثير على الصحة العقلية لدى  غالبية الشباب ،وتمثل ذلك التأثير فيما يلي :- 

 

١-  الشعور الدائم بالنقص وعدم الرضا

يتعرض الفرد إلى كل ما هو غير متوقع عند استخدام مواقع التواصل الإجتماعية ، فعند تصفح المواقع الإلكترونية ورؤية  الأفراد الذين يتمتعون بالشهرة وكثرة استخدام وسائل التواصل الإجتماعية قد يتعرض البعض منهم إلى الانخداع بمظاهر الحياة والمأكل والمشرب والملبس ويتمنون كما لو أن حياتهم مثل هؤلاء الأشخاص واللجوء إلى المقارنة الدائمة وانعدام القناعة والميل الدائم إلى الحسد و الانخداع بالمظاهر الهائمه والواهية . 

 

٢-  انتشار ظاهرة الأرق وصعوبة النوم

أثبتت الدراسات التي تم الإفصاح عنها بعام 2019 إلى أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الإجتماعي  يمنع الفرد من القدرة على النوم بشكل طبيعي ،إذ يحتاج الجسم إلى فترات الراحة والنوم لساعات كافية حتى يستطيع استكمال أدائه بشكل طبيعي .والجدير بالذكر أنه أشارت نتائج العديد من التقارير التي تم إجراؤها في  هذا القبيل إلى أن اضطرابات النوم وعدم قدرة الفرد على التمتع بفترات راحة منتظمة، تؤدي إلى حدوث العديد من التأثيرات السلبية على الصحة العقلية للشباب ،والتي تتمثل في ضعف الذاكرة وقلة التركيز وحدوث الاكتئاب .

 

إيجابيات السوشيال ميديا 

على الرغم من كثرة التأثيرات السلبية الناتجة عن سوء الاستخدام لمواقع التواصل الإجتماعي إلا أنها تمثل الأداة الأفضل لدعم  التواصل وتبادل الأفكار بين المجتمعات وتتمثل  ايجابيات السوشيال ميديا فيما يلي :- 

 

١-  سهولة الحصول على المعلومات  وربط الأفراد بالعالم الخارجي إذ يستطيع الفرد التطلع على كافة التطورات والأخبار التي تحدث في العالم دون أدنى جهد أو وقت وعدم الحاجة إلى السفر .

 

٢- قدرة الأفراد على التعبير عن أفكارهم وارائهم بطريقه سهله وبسيطة وغير مكلفة إذ أتاحت السوشيال ميديا للأفراد قنوات الحوار للتعبير عما يدور في أذهانهم دون  قيود .

 

٣- وسيلة لنشر التعليم والتثقيف وإتاحة الفرصة للإبداع وزيادة الثقة بالنفس وتطوير الذات .

 

كيفية التغلب على سلبيات السوشيال ميديا 

١-  العزوف عن استخدام الهاتف المحمول خلال أوقات معينة في اليوم مثل أوقات النوم وأوقات قيادة السيارة .

 

٢- يفضل إبقاء الهاتف المحمول على الوضع الصامت أثناء النوم حتى يستطيع الجسم الحصول على كم  كبير من الراحة والاسترخاء وعدم الانزعاج .

 

٣-  الحد من الاستخدام المفرط للهاتف المحمول وذلك لتخفيف حدة إدمان الإنترنت والاستخدام المفرط للسوشيال ميديا.

 

٤-  العمل على تنظيم الوقت والقيام  بأنشطة جديدة كالرياضة والجري.

 

تعد وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل التي تم إنشائها بهدف تحقيق مبدأ الرفاهية وجعل حياة الإنسان أكثر سهولة ويُسر إلا أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الإجتماعي قد جعلها مصدرًا للتعب والشقاء للإنسان بل وقد أصبحت سببًا في الإصابه بالكثير من الأمراض والتأثير على الصحة النفسية والعقلية  للشباب لذلك وجب التقليل من استخدام السوشيال ميديا والحد من إضاعة الوقت واستخدامه فيما هو مفيد ونافع  للفرد والمجتمع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا