روسيا ابتلعت الطعم الأمريكي وسقطت في وحل الحرب

بقلم السيد غباشي

 

بدأت تنكشف خيوط اللعبة وظهر ما كان مخفي وما كنا نحاول فهمه

هل استدرجت أمريكا مع الاتحاد الأوروبي روسيا للقضاء عليها ووقف نموها العسكري المتقدم لدوله هي الوحيدة التي لديها القدرة على التصدي لشرطي العالم ((أمريكا))؟

بالفعل ما حدث خلال الفترة الماضية منذ أن اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية يوما بعد يوم أصبحت الرؤية واضحة روسيا بالفعل دخلت الفخ وبكامل إرادتها

انسحاب أمريكا السريع من معظم الدول وخصوصا منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان والتراجع الشديد من أمريكا أمام إيران  وإظهار أن أمريكا ليس لديها القدرة في الوقت الحالي على مواجهة أي دولة أخرى فقط مجرد استنكار وتهديد ومفاوضات

أيقنت روسيا أن أي حرب ستخوضها لن تستطيع الولايات المتحدة مجابهة روسيا وبالتبعية الاتحاد الأوروبي

بدأت روسيا بالتحضير لدخول أوكرانيا ولكنها الآن أكتشفت الفخ بفرض عقوبات عليها وأخطر ما في هذه العقوبات هي عزل روسيا نهائيا عن العالم

لن يتعامل معها أحد ولن تستطيع الاستمرار فيما يحلم به الرئيس الروسي( فلاديمير بوتين) بعودة أمجاد الاتحاد السوفيتي إن تأملنا جيدا العقوبات الشديدة جدا على روسيا لاكتشفنا أن روسيا سقطت في الفخ الأمريكي.

مضمون العقوبات يدل على سياسة أمريكية جديدة

فيما مضى كانت أمريكا الشرطي الذي لديه الحق والقدرة على إيقاف أي دولة وبالقوة الآن أصبحت سياسة المكر و الخداع والاستدراج.

مفهوم أمريكا منذ تولي الرئيس(جو بايدن) أصبحت تبسيط ل مفهوم ( سأدعك تقضي على نفسك)

 

العقوبات كالآتي :-

١-الحد من القدرة على التعامل تجاريا بالدولار واليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني

 

روسيا لديها احتياطي ضخم لدى البنك المركزي من هذه العملات واعتمدت في الفترة السابقة على تنوع الاحتياطي لديها من عملات وذهب

أصبحت عملات بلا قيمة ولن تجد أي طريقة للتعامل بها إلا مع القليل جدا من الدول وسيكون التعامل في الخفاء حتى لا تتعرض هذه الدول لأي عقوبات هي الأخرى.

حاولت روسيا الالتفاف حول العقوبات وشراء الكثير من العملات المشفرة مثل ( البيتكوين) ولكن اكتشف المعسكر الغربي (أمريكا والاتحاد الأوروبي) هذا الالتفاف فسارعوا باتخاذ إجراءات توقف بها شراء العملات الإفتراضية الرقمية

٢- منع روسيا من تطوير قدراتها العسكرية أو تمويل جيشها.

أمريكا اكتشفت في الفترة الأخيرة أن المارد الروسي العسكري أصبح يتطور وبشكل يفزع أمريكا

ويجب أن نعلم أن جميع الدول المصنعة والمصدرة للسلاح ينقصها بعض القطع لإكمال تطويرها الصناعي العسكري فتضطر إلى استيرادها من دول أخرى وهنا ستجد روسيا نفسها أمام مأزق كبير أنها لا تستطيع استيراد أي شيء يساعدها على التطوير العسكري كما حدث لإيران وأصبحت بالكاد تحاول اللحاق ولكنها لن تستطيع بسبب العقوبات ومنع الدول بالتعامل معها وتضطر في بعض الأحيان إلى تهريب

أي مواد تحتاجها للتصنيع العسكري وهذا سيكون حال روسيا.

٤ – فرض عقوبات على المصارف الروسية التي تبدأ  أصولها  من مليار دولار.

تلخيصها في جملة ( تجميد الأصول الروسية بالخارج)

٥ – حظر أربع بنوك رئيسية كبرى ما يعني أن كل أصولها ستصبح مجمدة.

بمعنى أوضح سيعود التعامل بين هذه البنوك وأي بنك آخر في العالم إلى ما قبل الإنترنت والتعامل الرقمي السريع وخروج البنوك الروسية من نظام(swift) وهو إسم مختصر ل جمعية الاتصالات المالية العالمية ويربط أكثرمن أحدي عشر ألف مؤسسة مالية تتوزع على ما يقرب من ٢٠٠ دولة على مستوى العالم.

إعلان بعض الدول الأوروبية تخصيص مليارات الدولارات لشراء( الغاز المسال) وهذا يدل على أن الاتحاد الأوروبي جاهز تماماََ في حال وقف روسيا تصدير الغاز إلى أوروبا.

وهدد الرئيس الأمريكي بملاحقة جميع الأثرياء من لديهم صلة بالكرملين بتجميد ممتلكاتهم وقصورهم وأموالهم خارج روسيا.

روسيا أصبحت على وشك انهيار اقتصادي والامل الوحيد لتحمل هذه الخسائر وتعويضها داخل السوق الروسي هو أن يتجه الرئيس الروسي لسحب مبالغ ضخمة من صندوق الحرب الروسي الذي يبلغ ما يقرب من ٦٠٠ مليار دولار ولكن هذا بالشئ الصعب لأنه يحتاج موافقة الكرملين وهذا من الصعب حدوثة لأن هذا الصندوق أنشئ لمواجهة أي حروب قد تتعرض لها روسيا وستشهد روسيا حالة من الركود (تضخم) ونقص السلع وارتفاع الأسعار وانخفاض في قيمة العملة الروسية لم ترى لها روسيا مثيل.

أتوقع محاكمة الرئيس (بوتين) بمحكمة العدل الدولية ويصدر بحقه حكم فيكون سجنا له داخل روسيا لا يستطيع الخروج منها ويتعامل كمجرم حرب

العقوبات ستتصاعد إلى أن تركع روسيا بعد أن دخلت الفخ بكامل إرادتها.

أم  ستلجأ روسيا إلى  التصعيد أكثر فأكثر وجر دول مجاورة للحرب مثل فنلندا  والمجر ودول أخرى قريبة من منطقة الصراع وإجبار الجميع على التفاوض ورفع العقوبات عن روسيا

الوضع بدون تفاوض سيكون معقد للغاية

وننتظر القادم من انكسار روسي وعزلة.

أصبحت اللعبة الآن وبكل وضوح

إن لم تكن معي فأنت ضدي

روسيا وقعت بين مخالب النسر الأمريكي أخذها إلى أعلى والآن سيتركها لتسقط ببطء في عش النسر ليلتهمها صغاره

أمريكا مازالت أمريكا

 

إقرأ أيضًا:-

أزمة الصواريخ الكوبية تعود من جديد(( برعاية أمريكية أوروبية))

أوكرانيا وروسيا صراع العروش