مقالات

استكشاف فوائد الطبيعة والتواصل مع البيئة

كتبت/ روان عبدالعزيز

 

القلق والتوتر والضغط النفسي الذي تسببه أعباء الحياة يجعلنا في حالة نفسية ومزاجية صعبة، بل أن من كثرة الضغوطات التي قد لا يتحملها الإنسان قد يُصاب بالاكتئاب.

 

ومن رحمة الله تعالى علينا أنه جعل لنا الشفاء من أمراضنا النفسية كلها بمجرد التطلع والتأمل في خلقه، فقد أبدع الله -عز وجل- في خلق السماء والأرض وما عليهم.

 

خلق الله لنا البحار والمحيطات والأنهار والجبال والهضاب والآبار والعيون والخضرة و الزرع، فهم شفاء لأي عليل بدون قرص مسكن واحد، فكيف لا نستغل هذا العلاج بكل جوارحنا؟

 

وتأكيدا على كل هذا فإن معظم المستشفيات النفسية تحاوطها الطبيعة من كل جانب، فالتطلع كل يوم صباحا للنباتات والزهور والأشجار واستنشاق رائحتهم المُبهجة والنقية يجعلنا بعالم آخر.

 

فقد أُثبت علميا أن التواجد يوميا بجوار الطبيعة والتطلع فيها بشكل منتظم لمدة 15 دقيقة يقلل من حالات الاكتئاب بنسبة تقارب 30٪ وبنفس النسبة تقلل من الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة كأمراض القلب والأوعية والشرايين وغيرها بالإضافة لتحسن التنفس من خلال الهواء الطبيعي.

 

كما أن الطبيعة والمناظر الخلابة تحفز لديك هرمون السعادة فتجعلك منتشيا بطاقة إيجابية عالية، وتسهم في زيادة مشاعر الحب للآخرين والتعاون والمساعدة و حب نفسك قبل أي شيء آخر.

 

تساعد الطبيعة أيضا في جعلك أكثر نشاطا وحيوية و مُحب للحركة وممارسة الرياضة بشكل فعّال، هذا لأنك تشحن نفسك ذاتيا بمجرد التطلع إلى الزهور والنباتات فتُصبح كالنحلة التي تطوف فوق النباتات واستنشاق رحيقها وأخذ العسل منها.

 

من ضمن فوائد الطبيعة التي لا تُعد ولا تُحصى أنها ممتازة في تحسين الذاكرة وتوسيع آفاق المُخ، ومساعدتك على التفكير بشكل أقوي والتحليل والنقد والاستكشاف والاستنتاج والقدرة على الإبداع والابتكار وأخيرا تجعلك تتخذ قرارات بشكل أصح، وقد أثبتت جامعة ميتشغان في دراستها حول الموضوع أن الطبيعة تزيد من بطء التفاعل العقلي بنسبة 20٪ .

 

إن التواجد في محيط الطبيعة يعزز من الترابط الأسري ويجعله صحي وأقوى، فنجد المرابطين للطبيعة والزرع والخضرة دائمين الاجتماع والتواجد مع بعضهم، مما يقوي العلاقات الأبوية بين الآباء وابنائهم.

 

أن استنشاق رائحة النباتات تحمينا من التعرض للأمراض، فنحن نستنشق مركبات عضوية كيميائية وهي التي تقوم النباتات بإنتاجها لتحمي نفسها من الميكروبات والفيروسات، وأُثبت أن الملازمين للطبيعة درجة شفائهم تكون أسرع وأقوى من المدن السكنية.

 

من ضمن تأثيرات الطبيعة علينا أيضا التأثير الفعّال على الأطفال، فهي تقوي لديهم العقل والقدرة على التفكير وحل المشكلات بالإضافة لجعلهم يعتمدون على أنفسهم بشكل أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا