مقالات

الحوار الأسري وعلاقته بمشاركة الأبناء في حل المشاكل العائلية

الحوار الأسري وعلاقته بمشاركة الأبناء في حل المشاكل العائلية

كتبت : إيمان حامد

تعد الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع وهي المسئولة عن التربية بكافة أنواعها وأشكالها ولكي تنجح الأسرة في تحقيق أهدافها في بناء جسور التواصل والحوار الصادق مع الأبناء يجب أن يكون قائماً على أسس سليمة وبيئة تفاهم من خلال خلق ثقافة الحوار المفتوح لتنجح الأسرة في تحقيق أهدافها
يشكل الحوار بين الآباء والأبناء أو الحوار الأسري مصدرا هاما للتواصل في الأسرة والذي له تأثير كبير ومهم في بناء أسرة متكاملة وقوية ومترابطة و له أيضا فوائد نفسية وتربوية ودينية واجتماعية وأخلاقية .

وهنا أوضح الدين الإسلامي الذي هو دين الحوار بأن الحوار هو نوع من أنواع العبادة والله سبحانه يقول:-

” ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” وهذه الآية هي منهج لابد أن يسير عليه الحوار داخل المجتمعات والأسر.

وأيضا الحوار عبادة ” وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ” وهو وسيلة للتبليغ والإصلاح.

ويعتبر الحوار أول الطريق لمحاولة حل خلاف أو نزاع بين الأشخاص ولكن يجب أن يكون الحوار مبنيًا على أسس التفاهم بين الأطراف على أن يكون الاحترام المتبادل هو أساس الحوار ولا يعتدي شخص على آخر بكلام غير مناسب، بحيث تكون النتائج مرضية للجميع ويكون هدف الحوار هو تقوية الروابط، والابتعاد عن أي مشكلة قد تتسبّب في التقليل من شأن هذه الأسرة.

يلعب الحوار الأسري دورًا مهمًا جدًا في التخفيف من النزاعات الأسرية والتي تتسبب في المشاكل بين أفراد الأسرة، والتي تتحول فى بعض الأحيان إلى مشاكل نفسية في حال رفض الحوار فتزداد الأمور سوءًا لذلك فإن الحوار هو من أهم الأمور التي تحتاجها الأسرة في حال وجود نزاعات أو سوء تفاهم بين الأفراد.

بالإضافة إلى ان الطفل يقتنع بأي فكرة بسيطة بعيدًا عن الصراخ والصراعات، فإنه يجد من الحوار أمرًا مهمًا يودّ استخدامه لحل الأمور، خصوصًا إن كان قد اعتاد عليه فبالتالي يصبح هذا الطفل في المستقبل طفلًا ناجحًا في حواراته قادرًا على استخدام الحوار بالشكل الصحيح كما أن الحوار يشجع على الاحترام بين الأطراف في الأسرة مهما كانت الظروف.

من خلال الحوار يمكن للطفل التعبير عن نفسه وعن ما يدور في مخيلته مما يساعده هذا الحوار الهادئ على الاعتراف بأخطائه فالطفل الذي يعمل على تقليد والديه وإن وجد والده يعترف بأنه اخطأ بشيء ما، وكان الحوار ناجحًا وحلت المشكلة، فإن الطفل سيقوم بنفس الموقف ويعترف بالخطأ
هذا التقليد الإيجابي بسبب الحوار سيعمل على حل أغلب المشاكل .

فعندما تجتمع الأسرة ويتم سؤال الطفل عن رأيه ويطلَب منه المشاركة، يظهر حماس الطفل القوي لشعوره بأهميته وضرورة أخذ رأيه فبالتالي ينجذب الطفل للمشاركة وتزداد ثقته بنفسه مما يعزز العلاقات الأسرية ويمنح الحب بين الأبناء والأهل، ويعطي الأبناء الراحة في التحدّث كما يريدون وإن شعر الأبناء باحتواء والديهم لهم فإن الحوار يتطور إيجابيًا، ويبدأ الأبناء بذكر أمور خارج موضوع الحوار لمجرد شعورهم بالراحة، فتزداد ثقة الأبناء بوالديهم واحتوائهم لهم يعزز الحوار قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين .

وعلى صعيد آخر إن شعر بالإحباط بسبب تصرف ما يمكن للوالدين معرفة ذلك من خلال حماس الطفل للحوار فإن تعرض الطفل لخيبة أمل أو إحباط من نوع معين، فهذا يظهر بكل وضوح من خلال الحوار هنا يمكن تعليم الطفل كيفية التعبير عن المشاعر ومشاركتها وكيفية السيطرة عليها وأنه من الطبيعي أن تكون له مشاعر حزن وخيبة أمل وقلق ولكن لا تدوم وأنها تزول مع مرور الوقت بمساندة العائلة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا